أبدى قائد المنتخب السعودي السابق والمحلل والناقد والمدرب فؤاد أنور أسفه على ما أسماه بعدم وجود رؤية واضحة لدى لجنة المنتخبات تمضي به نحو النهايات السعيدة المنتظرة، بعد أن أدمنت المنتخبات السعودية الفشل في كل الاتجاهات آخرها البطولة العربية التي استضافها الاتحاد السعودي وفشل في تحقيقها. أنور والذي كان أحد أبرز لاعبي المنتخب السعودي في مونديالي 94 و98 تحدث عن أسباب الاخفاق الأخير مبديا رأيه في ريكارد والمنتخب الاول بوضعه الحالي معرجا على الدوري السعودي للحديث عن ماله وماعليه ورأيه في المعسكرات الخارجية للأندية والتعاقد مع المحترفين الاجانب، بجانب أمور أخرى كثيرة تحدث عنها بشفافية كبيرة جدا. وهنا نص الحوار معه:
• الآن وبعد التصنيف المتراجع الى المركز 105 والخسارة القاسية أمام إسبانيا كيف تقيم عمل المدرب الهولندي ريكارد؟
الجميع لا ينكر تاريخ المدرب الهولندي ريكارد وما يحمله من سيرة ذاتية زاخرة لاعبا ومدربا، فهولندا وبرشلونة وغلطة سراي وعدة أندية لها إمكانياتها وتاريخها لم يطلبوا هذا المدرب من فراغ.
• إذا لم يكن هو المشكلة فما هي إذا؟
من وجهة نظري الفنية لا أحب تغيير المدربين لا للأندية ولا للمنتخبات، فما نعاني منه حقيقة ليس المدرب أو جنسيته ، بل نعاني من سوء اختيار اللاعبين ومن انعدام التخطيط فالاتحاد السعودي لا يعلم ماذا يريد من هذا المنتخب هل هو يريد الإحلال وإضافة عناصر شابة فيه، أم يريد الاستمرار بنفس المجموعة مع إضافة بعض المواهب . بصراحة أياً كان المدرب عندما يأتي فهو يعمل ضمن استراتيجية الاتحاد الوطني الذي أتى له، وللأسف هنا لا توجد لدينا استراتيجية بل آراء واقتراحات في كل اسبوع يتم تغييرها.
ليس هناك مصداقية أو رؤية واضحة ظاهرة للاتحاد السعودي لدى الشارع الرياضي.
أضعنا الاثنين
• الكرة السعودية غابت أيضا حتى عن الدورات الأولمبية فقد توقفنا في اولمبياد اتلانتا 96 واكتفينا بذلك؟
للأسف حسرتنا أكبر مما تستطيع وصفه الكلمات ، فمنتخبنا الأولمبي كان الحلم بالنسبة للشارع الرياضي السعودي، قتلوه بعدم إيجاد التخطيط المناسب وبإهماله والاهتمام بالمنتخب الأول، كانت التصفيات الأولمبية تلعب في وقت كان الإعلام والاتحاد السعودي يتجه أنظاره نحو أستراليا، بالرغم من صعوبة مهمة المنتخب الأول واستحالة تأهله، وسهولة مهمة منتخبنا الأولمبي إلا أن الاتحاد السعودي أهمل هذه النواة ، للأسف خسرنا الاثنين فلا تصفيات كأس عالم ولا أولمبياد ، للأسف الاتحاد السعودي لا يعلم ما هي قيمة المنتخب الأولمبي، فقد كان الأمير فيصل بن فهد رحمه الله يجهز اللاعبين منذ أن كانوا بالناشئين، والدليل على ذلك أن المنتخب الذي حصل على كأس العالم للناشئين 1989م كان يقال لنا أنتم من ستتأهلون للأولمبياد وكأس العالم وبالفعل كنا معدين إعدادا كاملا وبإشراف مباشر من الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وتأهلنا لأولمبياد لوس أنجلوس وكأس العالم وحققنا فيه المستحيل.
الجدول تطور
• هناك ملاحظات على جدول دوري زين للموسم الحالي فكيف ترونه من جانبكم؟
الجدول شهد تطوراً ملحوظاً عوضاً عن مواسم سابقة، ويعتبر مناسبا جداً إذا ما علمنا بوجود إجازات رسمية مفروضة على المنظمين قبل وضعهم الجدول، فإجازات الحج والأعياد والعشر الأواخر من رمضان كذلك أيام الفيفا التي لم تكن تراعى في وقت سابق ولكن بسبب وجود أجانب دوليين وأنديتهم ترفض اللعب إلا بوجودهم بسبب المبالغ التي تم صرفها عليهم أجبر ذلك لجنة المسابقات على وضعه في الحسبان، في نظري هناك تحسن كبير ولكن ليس المنشود.
نظموها وفشلوا
• وحتى البطولات العربية، يبدو أنه لم يعد لنا فيها نصيب ألا توافقني الرأي؟
الاتحاد السعودي لم يرجع للبطولات العربية ولم يعمل على إيجادها مؤخراً وتنظيمها إلا لإحرازها وتخفيف الضغط الذي يعانيه الاتحاد، وبالرغم من ذلك فشلوا، بكل تأكيد هناك فوائد في اكتشاف بعض المواهب فقط ولكن لا التوقيت ولا جاهزية اللاعبين تسمحان بإقامتها بمثل هذه الظروف التي أقيمت عليها البطولة السابقة.
المفتاح الحقيقي
• لنتحدث في اتجاه آخر ترى ما مدى استفادة فرق القدم السعودية من المعسكرات الخارجية؟
المعسكرات مهمة جداً للاعبين وللمدربين فهي التي تساعدهم على اكتشاف الاحتياجات الفنية للفريق وتساعد اللاعبين على خلق روح المحبة والألفة والانسجام بينهم، نعم قد لا تستطيع كل الفرق إيجاد مباريات قوية في المعسكرات وقد يتم صرف بعض المبالغ في غير محلها ولكن لابد من وجود تلك المعسكرات والاهتمام بها فهي المفتاح الحقيقي لبدايات الموسم وانطلاقة الفرق نحو أهدافها.
• والأجانب ما مدى الاستفادة منهم خصوصاً في ظل دفع المبالغ الخيالية للتعاقد معهم.؟
هناك تطور ملحوظ واستفادة كبيرة من اختيار العنصر الأجنبي في دورينا، وأرى أن المبالغ التي يتم دفعها في الغالب هي واقعية ووجود أربعة أجانب يحتم عليك جلب الأفضل، وكما قيل سابقاً «الغالي ثمنه فيه» فهناك لاعبون أوربيون وكذلك لاتينيون دوليون في الأندية هذا من صالح الدوري ويعطيه أكثر قوة كما يعود بالنفع على اللاعب السعودي من خلال احتكاكه بمثل هؤلاء اللعيبة مما يؤدي إلى تطوره وارتفاع قيمته.
• وكيف تقيم المشاركات الخارجية للفرق السعودية وكيف ترى حظوظها.؟
مشاركاتنا الخارجية أصبحت أضعف مما قبل وذلك بسبب تطور أندية شرق آسيا ووقوفنا نحن في «مكانك سر» ولكن هذه السنة أراها غير فتأهل ثلاثة أندية سعودية في دوري أبطال آسيا يعطي مؤشرا على وصول أحدها للنهائي بإذن الله ، وأعتقد أن الحلم الهلالي قد يتحقق في حال لعبوا البطولة بجدية وكسبوها فالقرعة خدمت الأندية السعودية وبقي منهم العطاء داخل الملعب ، أما البطولة العربية للأندية والتي يشارك فيها النصر فأعتقد أن نظام خروج المغلوب سيساعد النصر على الوصول للدور النهائي وأرى شخصياً أن هذه البطولة قريبة جداً من النصر.
الملاحقة انعكست
• الأندية تعاني من النقل التلفزيوني وحصصها فيه فما رأيك؟
بدلاً من ملاحقة الاتحاد السعودي للأندية ومطالبتهم بدفع مديونياتهم والمبالغ المستحقة عليهم، أصبحت الأندية هي من تطالب الاتحاد بالمبالغ المستحقة لهم. إن صرف مستحقات الأندية لن يؤتي ثماره إلا إذا صرفت قبل بداية الموسم حتى تستطيع الأندية جلب لاعبين ومدربين ذوي قيمة فنية عالية . أما أن تصرفها بعد أن أنهكتهم الديون فهذا أمر مستغرب.
• البرامج الفضائية الرياضية، هل أنت من متابعيها؟
الحديث حول هذه البرامج ذو شجون، في مجتمعنا الرياضي هناك قنوات ذات ميول واحد تخدم أهدافه وتعارض كل شيء خارج تلك الميول ، الوسطية في برامجنا على الأغلب مفقودة، فقنواتنا أصبحت حريصة على جلب الأشخاص الأعلى صوتاً والأكثر إثارة دون الأهتمام بالفكر والتحليل المنطقي. قنواتنا أصبحت مرتعاً للتعصب والمتعصبين بشكل واضح وفاضح ، والسبب أن كل قناة تحاول أن تقفز على القناة الأخرى. والإثارة مطلوبة ولكن بشكل مقنن ومع أناس ذوي قيمة فنية وعقلية رياضية لا ما نشاهده الآن من جلب أناس لهم خط واحد فقط.
• هل هناك برنامج معين تحب مشاهدته؟
لا أستطيع تحديد برنامج معين فالكل فيه المفيد وغير المفيد ولكن حقيقة هناك برامج رياضية أتابعها للضحك.
الحرية في تويتر
• التغريدات عبر تويتر ، ما نصيبك منها؟
حقيقة موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أضاف للناس الكثير فهو يحمل جميع الأفكار وجميع العقليات، أكتب في تويتر لأقول رأيي، فلقد أعطى الحرية للجميع وهو متنفس قوي لقول الحقيقة دون فرض وصاية من أحد كما نشاهده في الإعلام ، تويتر يفيدني كثيراً خصوصاً عندما يكون الحدث عاجلا.
في تويتر أكتشف حقيقة نفسي 140 حرفا تقدر أن تصل بها إلى قلوب الناس، فيردون عليك إذا نافقت وينتقدونك حال الخطأ فالمجال مفتوح للجميع، عكس ما نراه في التلفاز حيث يكون المجال فقط لك أنت والمذيع تشكلون الحوار كما تريدون.
في الحقيقة ليس بلائق للاعب حقق كل هذه الإنجازات وجمع كل هذه الشعبية أن يكون ريموت كنترول للمتسلطين على الرياضة، الجميع عرف فؤاد أنور عبر صفحته في تويتر( foud2244 ) التي لا تحابي أحداً.
إلا محيسن الجمعان
• موقف لا ينساه فؤاد أنور؟
في عام 2000 م عندما تأهل النصر لبطولة كأس العالم للأندية في البرازيل عسكرنا حينها قبل مدة طويلة من البطولة هناك في البرازيل وكان الوقت يصادف رمضان وكانت التدريبات صباحية ومسائية والحر كان شديدا جداً والمدرب كان صارماً في تدريباته بصراحة لم يستطع اللاعبون تحمل هذه المشقة فاتصلت بوالد زوجتي الشيخ عبدالله المسعود عضو هيئة الإفتاء وقال ليس عليكم حرج نظراً لكونكم مسافرين، كما اتصلت الإدارة بالشيخ عبدالله المنيع وأرسل بفتوى بجواز الإفطار لنا للسفر.
حاولنا الصبر وصمنا يومين ولكن لم نتحمل، هي المرة الأولى التي أفطر فيها رغم سفرياتي المتعددة ، حتى حينما أشرب الماء كنت أخجل من نفسي وأحاول أن لا يراني أحد بالرغم أن كل اللاعبين مفطرون ما عدا لاعبا واحدا هو محيسن الجمعان فهو الذي لم يفطر أبداً وظل صائماً طوال الفترة.